recent
أخبار ساخنة

مدرسوا الفلسفة ينتفضون ضد مقررات التربية الاسلامية التي تنتقص من مادتهم ويدعون الوزارة الى سحبها من المدارس!


على اثر الصور التي تم تداولها في عدد من المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر فقرة مأخوذة من مقرر مادة التربية الاسلمية منار التربية الاسلامية" الخاص بالسنة أولى ثانوي تبين أوجه التعارض بين التربية الاسلامية ها وبين الشريعة الاسلامية وتنتقص من قيمة الفكر الفلسفي،  أصدرت الجمعية المغربية لمدرسي مادة الفلسفة بلاغا هاجمت فيه بشدة الفكر "المتطرف" الذي تسعى الى ترسيخه هذه المقررات التي خضعت للمراجعة، وعبرت عن إدانتها الشديدة لمضامينها المسيئة لمادة الفلسفة والعلوم الإنسانية والعلوم الحقة والطبيعية لما تضمنته من مس وتشويه وتحريف للمقاصد النبيلة للفلسفة.

وأدنت الجمعية في البلاغ الذي توصلنا بنسخة منه، التوجهات الرسمية للدولة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني  وحملتها المسؤولية التامة للعواقب الوخيمة لنشر هذا الفكر الذي يدفع البلاد  إلى "الفتنة والتطرف من خلال التأشير على كتب مدرسية متزمتة ترهن فكر ومستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة في شرنقة التطرف وتهيؤها على طبق من ذهب لتكون لقمة سائغة للإرهابيين".

واعتبرت أن "هذه الاختراقات الايديولوجية الخطيرة للمدرسة المغربية تسير عكس الإختيارات الإستراتيجية التي تبنتها والمتمثلة في الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان وتشجيع الإسلام المغربي المعتدل والوسطي والمتسامح بما لا يعرض مستقبل المدرسة والبلد للخطر في ظل مناخ إقليمي مهيأ للعنف والتطرف والإرهاب."
ودعت الجمعية وزارة التربية الوطنية الى سحب هذه الكتب من الاسواق المغربية "حفاظا على سلامة الجو التربوي بالمؤسسسات التعليمية، و حذف مجزوءتي "الايمان والعلم" والايمان والفلسفة" حفاظا على استقلالية المجالات المعرفية والابستمولوجية بما يخدم التربية والتعلم والتكوين، و"صون المدرسة من الصراعات الايديولوجية والتقاطبات المذهبية". كما دعت الى محاسبة المؤشرين على هذه" الكتب المدرسية المتطرفة والتي لا تراعي منهاج مادة التربية الإسلامية نفسه والداعي إلى الوسطية والإعتدال والتسامح واحترام الآخر والدعوة إلى إعمال العقل وطلب العلم والمعرفة".

وقد كشف عدد من المتتبعين للشأن التربوي أخطاء كارثية في مقررات مادة التربية الاسلامية بعد أن خضعت لعمية تنقيح ومراجعة استجابة للتوجهات الملكية الداعية الى اصلاح مناهج التربية الاسلامية تماشيا مع روح الانفتاح والتسامح وقبول الآخر الذي ينشده المجتمع المغربي. واتضح أن هذه المراجعة جاءت عكس الاهداف التي سطرت من أجلها، حيث تضمنت فقرات تضرب قيم التسامح ونبذ العنف وتستنجد بفكر "التطرف". ومن هذه الاخطاء تلك التي جاءت في بعض الكتب المدرسية وهي  منار التربية الاسلامية الخاص بالجذع المشترك والسنة أولى ثانوي والتي تضمنت هجوما واضحا على الفلسفة من خلال درس يبين اوجه التعارض بينها والايمان، حيت تم ادراج نص من كتاب درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية، في محاولة لإقناع التلميذ بأن الفلسفة بما هي فكر عقلي خالص تتعارض مع الدين الذي تتأسس الحقيقة فيه على النقل وليس العقل. كما تضمن فقرة أخرى اخطر من نص ابن تيمية لابن صلاح الشهرورزي يصف فيها الفلسفة بأنها  رأس السفه والانحلال و مادة الحيرة والضلال، ومقار الزيغ والزندقة، ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين، (. ) واستحوذ عليه الشيطان.

ودعت الجمعية مدرسي ومدرسات الفلسفة بمختلف المؤسسات التعليمية، إلى تنفيذ وقفات احتجاجية في فترات الاستراحة الصباحية والمسائية مرفوقة بشرح دواعيها للإدارة التربوية وللتلاميذ والتلميذات والآباء وأولياء الأمور، وذلك يوم الأربعاء 21 دجنبر 2016 مع حمل الشارات الحمراء داخل الأقسام وفي فضاءات المؤسسات التربوية لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم الأربعاء المقبل

وبدورهم هاجم مجموعة من اساتذة مادة الفلسقة بشدة ما وصفوه ب "التوجه الداعشي" لبعض مضامين كتب مادة التربية الاسلامية، وسعيها الى الانتقاص من الفكر الفلسفي واتهام الفلاسفة با "التزندق" والالحاد. وحذروا من خطورة نشر مثل هذه الافكار، ونتائجها الوخيمة على عقلية التلميذ والمجتمع المغربي المعروف بالتسامح والوسطية والاعتدال.
author-img
جريدة احوال التعليم بالمغرب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent