recent
أخبار ساخنة

مجلس عزيمان يرسم صورة قاتمة عن وضعية القيم في المدرسة المغربية، ويحمل المسؤولية للوزارة والفاعلين التربويين!

صورة قاتمة تلك التي رسمها تقرير جديد للمجلس الاعلى للتربية والتكوين حول منظومة القيم في المدرسة المغربية، محملا مسؤولية ترديها للدولة المغربية من خلال المؤسسات المسؤولة عن المدرسة بشكل مباشر، وللاطر التربوية والادارية. جاء ذلك في لقاء عقده المجلس الاعلى للتربية والتكوين برآسة عمر عزيمان، خلال افتتاح لقاء تواصلي نظم اليوم الاربعاء 19 ابريل 201 بالرباط لتقديم تقريره في موضوع "التربية على القيم في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي" تم من خلاله تسليط الضوء على عدد من الظواهر المشينة التي اصبحت تعشش في المدارس المغربية وبعض فضاءات المجتمع من قبل الغش، التحرش، المخدرات، العنف، وتدني الاخلاق وانتشار سلوكات الانحراف.

تنامي مظاهر السلوك المنافي لمنظومة القيم المدرسية، وتفشي الممارسات اللا أخلاقية داخل حرم ومحيط المؤسسات التعليمية العمومية، أرجعه تقرير عزيمان الى ضعف الانسجام بين مكونات المنهاهج التربوية وضبابية منظومة القيم المدرسية، حيث سجل وجود هوة كبيرة بين الخطاب التربوي النظري المعبر عنه في الوثائق المرجعية التي تتحدث عن القيم، الحقوق والوجبات، وبين الممارسة الفعلية لها.

ولفت تقرير عزيمان الانتباه الى تفشي مظاهر سلوكات سلبية كالغش، تعاطي المخدرات، وعدد من الممارسات السلبية والمنافية لقيم المدرسة، وذلك راجع الى غياب التربية على القيم، وضعف البرامج التربوية التي ترسخ القيم الايجابية في اوساط التلاميذ، منتقدا في هذا الصدد تأخر الوزارة الوصية في القيام بالمراجعات الضرورية للمقررات والمضامين المدرسية.

وأوصى تقرير المجلس بضرورة تعزيز مبدأ وثقافة المساوات في الفضاء المدرسي، ومحاربة كل اشكال التمييز والصور النمطية، والتمثلات السلبية عن المراة، وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف المناهج والبرامج، والوسائط التعليمية.

وحمل التقرير مرة أخرى مسؤولية تدني القيم في المدرسة المغربية للفاعلين التربويين بسبب ضعف تكوينهم في هذا المجال، ما يؤثر سلبا في أدائهم داخل المؤسسات التعليمية. وفي هذا الصدد دعى عزيمان الى ضرورة وضع مؤشرات دقيقة تأخذ بعين الاعتبار القيم داخل المدرسة عند اختيار الفاعلين التربويين والاداريين لولوج المهن التربوية والادارية.

التقرير الذي يعد الاول من نوعه الذي يعده المجلس الاعلى للتربية والتكوين باعتباره قوة اقتراحية في اصلاح منظومة التربية الوطنية، ينضاف الى سلسلة من التقارير التي يصدرها في كل مناسبة لتبقى حبيسة الرفوف في انتظار وجود ارادة حقيقية وجدية لاصلاح حقيقي للمدرسة العمومية المغربية التي لن يتناطح كبشان في كونها فقدت دورها الحقيقي في ترسيخ القيم التربوية السليمة واكتفت بتلقين تعلمات اقل ما يقال عنها أنها بعيدة كل البعد عن طموحات شباب اليوم وانشغالاته. 
author-img
جريدة احوال التعليم بالمغرب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent