خرج
الآلاف من الموظفين صباح يوم الأحد 2 أكتوبر الجاري، بالرباط، للاحتجاج
على قوانين التقاعد التي دخلت حيز التطبيق، فاتح شهر أكتوبر الجاري. ومنذ
صباح الأحد تجمهر العشرات من المتظاهرين بساحة باب الأحد بالرباط التي
انطلقت منها المسيرة الاحتجاجية التي دعت لها التنسيقية الوطنية لاسقاط خطة
التقاعد. "غضب" و"غليان" طبع
مسيرة التقاعد، الشيء الذي ترجمته شعارات المحتجين القوية، "عاش الشعب عاش
عاش"، "حرية كرامة عدالة اجتماعية"، "بنكيران يا جبان الموظف لا يهان"،
"الشعب يريد إسقاط المخطط"، و"هي كلمة صريحة الفساد عطا الريحة".
وماهي إلا لحظات
قليلة، حتى تدخلت القوات الأمنية التي كانت تطوق الشارع من كل جوانبه، مما
خلف إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف المتظاهرين، لدخلوا في حالة كر وفر مع
قوى الأمن.
ووسط الشعارات
الساخنة للمحتجين، تمكن المتظاهرون من إكمال مسيرتهم بعد أن قاوموا
وتجاوزوا العناصر الأمنية التي كانت تحاصرهم على مستوى عمارة السعادة
لمنعهم من الاتجاه صوب البرلمان.
وفي تطور مثير
للأحداث، وخاصة بعد ان تابع المتظاهرون سيرهم في اتجاه شارع محمد الخامس
فوجئوا بصف من قوات الأمن تحاصرهم مجددا أمام ساحة البريد مما جعل الوصول
إلى قبة البرلمان صعبا.
ولم تنته المسيرة عند
هذا الحد، وتابع المتظاهرون احتجاجاتهم، متهمين الحكومة الحالية بنهج
سياسة "الفساد وليس الإصلاح"، على حد تعبير العديد من المشاركين.
وعلى مقربة من ساحة
البريد، تدخلت قوات الأمن للمرة الثانية على التوالي في محاولة منها تشتيت
المتظاهرين، إلا أنها هرواتها كانت قاسية على بعض المشاركين الذين نقلوا
على وجه السرعة للمستشفى بعد إصابتهم بجروح وصفت بالخطيرة.
الصمود
والإصرار بقي حتى آخر لحظة من لحظات المسيرة، معنى ترجمته حالة من
"الغليان" التي شهدها شارع محمد الخامس بالرباط، وحضور قوي لموظفين من
مختلف القطاعات ولناشطين من حركة "20" فبراير" ومن "الجمعية المغربية لحقوق
الإنسان" وكذا من "التنسيقية الوطنية 10 ألاف إطار"، إذ كان الكل يندد
بهذا المخطط الذي اعتبره المتظاهرون" إجهازا على حقوق الموظف".