افادت جريدة "المساء" المغربية في عددها اليوم الخميس 12 اكتوبر 2017 أن وزارة حصاد توصلت بأزيد من 12 الف طلب للاستفادة من التقاعد النسبي من طرف رجال التعليم الذين قضوا 30 سنة على الاقل من التدريس كما تم تحديده في المذكرة الصادرة في هذا الشأن قبل ايام. وحسب نفس اليومية فإن وزارة التربية الوطنية تعيش حالة من الارتباك هذه الايام بسبب تقاطر هذا الكم الهائل من طلبات مغادرة مهنة التعليم التي ينعتها كثير من الجاهلين بخباياها ب "مهنة العطل والراحة" خصوصا وأن هذه الفئة راكمت خبرة كبيرة في مهنة التدريس وفقدانها سيدخل التعليم المغربي في مزيد من الانتكاسة والانحطاط.
هذا الرقم المهول، الذي قد يحطم الرقم القياسي هذه السنة حسب نفس اليومية، سينضاف الى 9.000 موظف وموظفة سيحالون على التقاعد متم الموسم الدراسي الحالي بعد تمديد السن القانوني بموجب مقتضيات القوانين الجديدة للتقاعد التي اقرتها حكومة بنكيران. غير أن هذه الفئة تم تعويضها من طرف حصاد بأساتذة جدد تم التعاقد معهم من طرف الاكاديميات الجهوية بداية الموسم الحالي لسد الخصاص.
ولاشك أن التغييرات الجديدة التي جاء بها حصاد في ما يخص المناهج وتدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية، اضافة الى المنهجية الانفرادية التي اصبحت تنهجها الوزارة في الاصلاح وتوالي المذكرات الوزارية التي تضيق الخناق على رجل التعليم وتقصيه من أي اسهام في هذا الورش، عجلت باتخاذ عدد كبير من قدماء التعليم قرار مغادرة القطاع تفاديا لمزيد من الانتكاسات والتراجعات الخطيرة في المكتسبات والحقوق. زيادة على قوانين التقاعد الجديدة التي فرضت على الموظفين وأدخلتهم في دوامة من اليأس والتفكير في أي منفذ للتخلص مما اصبح بنعته البعض ب "سجن الوظيفة".
من جهة أخرى تراهن وزارة التربية الوطنية ووزارة الوظيفة العمومية على التعاقد كحل "مريح" لتعويض هذه الاعداد الكبيرة من الموظفين المتقاعدين، وبالتالي تعبيد الطريق نحو التخلص من عبء هذا القطاع الذي تعته رئيس الحكومة السابق عبد الاله بنكيران ب "الثقيل" و "حان الوقت لترفع الدولة يدها عنه"، وبالتالي اضعاف وتذليل هذه الفئة من الموظفين وخنقها بعقود مشروطة بمدى الانضباط والامتثال للاوامر حلوها ومرها، والتخلص من ضجيجها ونضالاتها التي تؤرق الكثير.
ومن المنتظر أن يتم الاعلان في نهاية شهر دجنبر القادم عن اجراء مباريات لتوظيف اساتذة جدد بموجب عقود مع مختلف الاكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. وحسب مصادر للجريدة فإن أعدادا مهمة من المناصب سيتم الاعلان عنها في مختلف التخصصات والاسلاك لتعويض هذا النقص الحاد في الاساتذة، وذلك بعد اشهر قليلة عن توظيف 35 الف متعاقد خلال الموسم الماضي.