recent
أخبار ساخنة

محمد الدريج: أسس ومكونات الدمج بين الافتراضي والحضوري في الفصول الدراسية.

ألقى الأستاذ الباحث التربوي محمد الدريح محاضرة يوم 10 ماي الماضي مداخلة هامة في ندوة الاسيسكو في القاعة التفاعلية على فيسبوك التي نظمت حول موضوع "توظيف تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي للارتقاء بجودة التعليم".

عنوان مداخلة الباحث محمد الدريج كانت بعنوان "أفق بناء نموذج تنموي تناوبي مندمج: أسس ومكونات الدمج بين الافتراضي والحضوري في الفصول الدراسية" في ما يلي ملخص لما جاء فيها:

اولا – مقدمة : التعريف بالنموذج :
هذا النموذج التربوي (نموذج تناوبي مندمج) والذي سنستعرضه بشكل أكثر تفصيلا وشمولا في كتابنا :”هندسة التكوين الأساسي للمدرسين وتمهين التعليم”، يقوم على أساس بسيط وهو المزج و الدمج بين التعليم الافتراضي عن بعد والتعليم التقليدي الحضوري، بشكل تناوبي (50 في المائة) وفي صيغتين وحسب امكانيات كل مؤسسة من حيث البنيات وقدرتها الاستيعابية و التجهيزات والتنظيمات ، كالتالي :
1- الإمكانية الأولى: تتمثل في أن يقسم البرنامج و استعمال الزمن إلى نصفين (50 في المائة) بحيث يمكن أن تتم العملية التعليمية على الشكل التالي : إذا حضر التلاميذ الى المدرسة في الصباح مثلا ، فلا حاجة لهم للحضور في الزوال او العكس،وإذا استفادوا من الدروس الحضورية التقليدية في الصباح فإنهم يستفيدون من الدروس الافتراضية في الزوال، وقد تطبق في هذه الحالة مثلا تقنية الفصل المعكوس .
2- الإمكانية الثانية : إذا حضر نصف تلاميذ المؤسسة يبقى النصف الآخر في المنزل ويتناوبون على ذلك ، ومن هنا أهمية استغلال الفصول بشكل مضاعف فنقضي على الاكتظاظ في الحواضر و الاقسام المشتركة في البوادي، فضلا عن كون التلاميذ ليسوا ملزمين بالانتقال إلى المدرسة طيلة أيام الاسبوع (أو مرتين في اليوم)، كما يمكننا من تطبيق تقنية الفصل المعكوس .
مكونات النموذج وأسسه :
1- الفصول الافتراضية :
2- بيداغوجية الفصل المعكوس
3- تقنيات الواقع المعزز.
4- الأسس القيمية /الاخلاقية.

الفصول الافتراضية أو الإلكترونية،هي عبارة عن بيئة للتعليم المتزامن أو غير المتزامن ، و تماما كما في الفصل العادي، يمكن للتلميذ في الفصول الافتراضية المشاركة في التعلمات والتفاعل المباشر سواء مع المدرسين أو مع زملائه و هذا يعني أن التلاميذ و المدرسين يلجون إلى بيئة الفصل الافتراضي ويتواجدون معا ، باستعمال الحواسيب الشخصية و الأجهزة الذكية.. كما يمكن الولوج إليها أيضا عبر بوابة أو استنادا إلى برامج تتطلب التحميل و التثبيت . وتمكن هذه الفصول المدرس من تنظيم الوضعيات وإنجاز الدروس في واقع افتراضي يختاره ليتناسب مع الدرس المراد إنجازه، كما يقوم بالاتصال شبه المباشر مع تلاميذه و ارسال البيانات اليهم وتقبله مشاركاتهم ويتمكن من جعلهم يتعايشون مع الدرس دون التقيد بزمان او مكان معين.

ثانيا – مزايا النموذج التناوبي ( 50 في المائة)
من مزايا النموذج التناوبي (50 في المائة) والذي يتأسس على الدمج بين الفصول الافتراضية والفصول الحضورية، مميزات عديدة نذكر منها:
1 – سهولة الاستخدام ، لا يحتاج هذا النموذج الذي يعتمد على إدارة الفصول الافتراضية وإدماجها في منظومة متكاملة مع الفصول الحضورية ، مهارات تقنية عالية ، كما أن تطبيقه بشكل جيد، يحدث انخفاضا كبيرا في تكلفة التعليم ، حيث تخفض مقاعد الدراسة إلى النصف كما توفر على الاسر تنقل أبنائها اليومي إلى المدارس…ثم إن استعمال تقنيات “الواقع المعزز” يوفر الكثير من المواد والمختبرات ويوفر تكاليف الزيارات و الخرجات للمتاحف وللمحميات الطبيعية ومؤسسات الانتاج وغيرها.
2-كما أن الحصص الإفتراضية توفر الوقت من حيث أن التعليم يتم في أي وقت ،حيث صار بإمكان التلميذ أن يتعلم في أي وقت ، الأمر الذي يمكن من تغطية عدد كبير من التلاميذ في مناطق جغرافية مختلفة وفي أوقات مختلفة ، “الحضور عن بعد”.
3- تشجيع التلاميذ على المشاركة دون خوف أو قلق مع احترام نوع ذكائهم و وتيرتهم في التعلم .ومن هنا يكون بإمكان المدرس أن يطبق تفريد التعليم وما يعرف بالبيداغوجيا الفارقة (احترام الفروق الفردية)،ويكون ذلك ممكنا عندما يتآلف العمل بفضل اندماج الافتراضي بالحضوري.
4- كما أن توزيع التلاميذ بالتناوب على نوعين من التدريس يساهم في القضاء على الدروس الخصوصية خاصة بما تقدمه الفصول الافتراضية من دعم ومواكبة وتقويم تكويني مباشر.
5- إمكانية تسجيل الدروس لإعادة مشاهدتها . ويمكن أن تعاد إن اقتضى الحال أثناء الحصص الحضورية في الاقسام.
6- توليد القدرة علي البحث لدى الطلاب والتعلم الذاتي وفي نفس الأن العمل في مجموعات لإنجاز مشاريع القسم.
7- تتحول هذه الفصول التي تتأرجح بين الحضور والافتراض، إلي وسيلة جذب وتحفيز وتشويق ويقبل عليها الطلاب خاصة أنه أصبح لديهم شغف وحب للكمبيوتر والإنترنت منذ سن صغيرة.
8- كما يسهل النموذج التناوبي ( 50 في المائة) إجراءات التقويم حيث يمكن أن يتم بشكل مباشر من قبل المعلمين أو عن بعد في الفصول الافتراضية. بالإضافة إلى أنشطة التقويم الذاتي التي يقوم بها التلميذ بشكل مستقل والتي تسمح له وللمعلمين بالحصول على مؤشرات عن صعوبات التعلم …
9- كما أن محتويات المنهاج في النموذج التناوبي ، يمكن أن يقدم عليها كل من المعلم و التلاميذ، أمثلة مندمجة تستجيب أكثر لبيئة المدرسة وللخصوصيات المحلية ؟
10- عملية الدمج بين النظامين ، تخلق نوعا من الشراكة بحيث يوفر أحد النظامين ما ينقص لدى النظام الاخر ، فمثلا يوفر التعليم الحضوري قدرا من التفاعل الحي في العلاقات الانسانية داخل الفصول والاحتكاك المباشر والشحنات العاطفية ، الامور التي تضعف في الفصول الافتراضية أو تنعدم.” (د. محمد الدريج ).

لاعادة مشاهدة الندوة التفاعلية على فيسبوك

تابعوا جديد مواضيعنا على فيسبوك عبر صفحتنا والمجموعة 
author-img
جريدة احوال التعليم بالمغرب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent