عاشت مجموعة من المؤسسات
التعليمية في الآونة الأخيرة حوادث غريبة ومحيرة، حيث اصيبت افواج من التلميذات
والتلاميذ حالات هيستيريا جماعية نقلوا على اثرها الى المستشفيات القريبة لتلقي
العلاجات الضرورية. وقد لوحظ في الايام القليلة الماضية توالى مسلسل حالات
الهستيريا الجماعية في صفوف تلاميذ عدد من المؤسسات التعليمية بشكل يدعو الى
الاستغراب والتفكير في الاسباب التي تقف وراء هذه الحوادث.
هكذا فبعد اصابة 54 تلميذة
بثانوية عقبة بن نافع الاعدادية الواقعة بجماعة سيدي عيسى باقليم الفقيه بن صالح، شهدت الثانوية
التأهيلية ابن تومرت بجماعة الكفاف باقليم خريبكة، غير بعيد عن الفقيه بن صالح،
حالة مماثلة حيث تم نقل 35 تلميذة الى مستشفى الحسن الثاني بالاقليم بعد اصابتهن
بحالة هيستيريا جماعية لم يتم تحديد اسبابها بعد أن اكد الطاقم الطبي بالمستشفى
أنهن غير مصابات باي تسمم غذائي او مرض فيروسي.
ولم تمض الا أيام قليلة عن الحادثين السابقين حتى ظهرت حالات جديدة أمس وأول أمس الخميس بثانوية ابن خلدون التأهيلية بجماعة تدلي التابعة لاقليم دمنات، حيث اغمي عما يزيد عن 13 تلميذة بداخل المؤسسة بعدما دخلن في هيستيريا جماعية نقلن على اثرها على وجه السرعة الى قسم المستعجلات بمستشفى الاقليم، ليتبين بعدها أن الضحايا لا يعانين من أي تسمم غذائي او مرض وبالتالي غادرن المستشفى بعد ساعات.
ولم تمض الا أيام قليلة عن الحادثين السابقين حتى ظهرت حالات جديدة أمس وأول أمس الخميس بثانوية ابن خلدون التأهيلية بجماعة تدلي التابعة لاقليم دمنات، حيث اغمي عما يزيد عن 13 تلميذة بداخل المؤسسة بعدما دخلن في هيستيريا جماعية نقلن على اثرها على وجه السرعة الى قسم المستعجلات بمستشفى الاقليم، ليتبين بعدها أن الضحايا لا يعانين من أي تسمم غذائي او مرض وبالتالي غادرن المستشفى بعد ساعات.
وعلى اثر ما وقع باقليم
خريبكة اصدت عمالة الاقليم بلاغا توضح فيه أن حالات التلميذات لا يدعو الى القلق
وأنهن لا يعانين من اي مرض او اصابة فيروسية ووبائية او تسمم غذائي، وأنها شكلت
لجنة متعددة الأطراف، ضمت أطباء وأطرا من المديرية
الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي
والمديرية الإقليمية للفلاحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية الغذائية ورجال
السلطة، من أجل إجراء وتعميق البحوث التقنية والوبائية بالثانوية ودار الطالبة
لتفادي سقوط اصابات جديدة.
بلاغ آخر أصدرته وزارة التربية الوطنية عبر المديرية
الاقليمية لخريبكة طمأنت فيه الجميع بخصوص حالة التلميذات بثانوية ابن تومرت
بجماعة الكفاف، موضحة انهن "لا يعانين من أي حالة تسمم او مرض عضوي وان الامر
لا يعدو كونه نوبات هستيرية عرضية، تم التعامل معها".
وبالرغم من التطمينات الصادرة عن السلطات الاقليمية
ووزارة التربية الوطنية إلا أن توالي حالات الهيسيتيريا هذه بهذه السرعة وانتقالها
من مؤسسة تعليمية الى اخرى، يدعونا لطرح اسئلة عديدة عن السبب الحقيقي وراء هذه
الحوادث ولماذا يستهدف بالاساس التلميذات. كما يدعوا لطرح اسئلة حول الظروف الصحية
والبئية بعدد من المؤسسات التعليمية ومحيطها، خصوصا وأن عدد منها يعاني من نقص في
المرافق الضرورية واهتراء بنياتها التحتية، دون إهمال السلوكات الانحرافية التي اصبحت مسرحا كالادمان على المخدرات، كما نبه لذلك آخر تقرير للمجلس الاعلى للتربية والتكوين.
وفي انتظار حالات اخرى ننتظر من وزارة التربية الوطنية
توضيح سبب هذه الحوادث وعلاقتها بجودة وظروف سير العملية التعليمية والتعلمية
بالمؤسسات المذكورة وسير مرافقها، وتنوير الرأي العام الوطني بهذا الخصوص.